قراءة في خطاب الرئيس غزواني في وادان

خطاب يتجاوز التراث… إلى السياسة وبناء الدولة

لم يكن خطاب الرئيس غزواني في وادان خطابًا احتفاليًا تقليديًا، بل حمل رسائل سياسية واجتماعية عميقة، جعلت من مهرجان تراثي منصة لإعادة طرح مشروع الدولة ومفهوم المواطنة في موريتانيا.


التراث كمدخل للتنمية لا للحنين

استهل الرئيس خطابه بإبراز القيمة التاريخية والحضارية لمدينة وادان، لكنه حرص على ربط التراث بـ:

  • التنمية المحلية

  • تثبيت السكان في مناطقهم

  • تحفيز الصناعات الثقافية

وهي رسالة واضحة بأن التراث، في رؤية الدولة، ليس مجرد ماضٍ يُحتفى به، بل رافعة اقتصادية وتنموية للمناطق الداخلية.


المواطنة في قلب الخطاب

أبرز ما ميّز الخطاب هو العودة القوية إلى خطاب المواطنة، حيث جدّد الرئيس رفضه لما سماه:

“التراتبيات الزائفة والعصبيات القبلية والفئوية”

وأكد أن:

  • الدولة الحديثة لا تقوم إلا على المساواة في الكرامة والحقوق

  • الوحدة الوطنية مهددة كلما تقدّمت الروابط الضيقة على رابطة المواطنة

وهو خطاب يحمِل نَفَسًا تصحيحيًا في لحظة سياسية واجتماعية حساسة.


استعراض حصيلة اجتماعية مدروسة

تضمّن الخطاب عرضًا شبه شامل لسياسات الدولة الاجتماعية، من:

  • المدرسة الجمهورية

  • التأمين الصحي الشامل

  • شبكات الأمان الاجتماعي

  • مجانية خدمات صحية أساسية

  • التحويلات النقدية ودعم المواد الغذائية

ويبدو أن هذا الاستعراض لم يكن عابرًا، بل موجّهًا لتأكيد أن:

المواطنة تُترجم إلى سياسات ملموسة، لا شعارات فقط


رسالة مباشرة للنخب

في جزء لافت من الخطاب، وجّه الرئيس نقدًا هادئًا لكن صريحًا للنخب السياسية والثقافية والإعلامية، محمّلًا إياها جزءًا من مسؤولية:

  • إضعاف خطاب الوحدة

  • تغليب الصراعات على المشترك الوطني

وهو ما يعكس إدراكًا رسميًا بأن الدولة وحدها لا تكفي لبناء الانسجام الاجتماعي دون نخب واعية بدورها.


الحوار الوطني: تمهيد سياسي

إشارة الرئيس إلى الحوار الشامل لم تكن تفصيلًا ثانويًا، بل بدت:

  • تمهيدًا سياسيًا لمرحلة قادمة

  • دعوة لإجماع وطني حول “الثوابت”

  • محاولة لنقل الصراع السياسي من الهويات إلى البرامج


الشباب… رهان المستقبل

اختتم الرئيس خطابه بالرهان على الشباب، باعتبارهم:

  • حماة مفهوم المواطنة

  • قاطرة التحول الاجتماعي

  • الضامن لاستدامة الإجماع الوطني

وهي رسالة موجهة لجيل جديد يُراد له أن يتجاوز إرث الانقسامات.


زر الذهاب إلى الأعلى