حادثة غامضة تهز حي “ملح”: تخدير إمام مسجد وسلبه مبلغًا قبيل صلاة الجمعة

نواكشوط – في واقعة صادمة أثارت موجة استياء واسعة، تعرّض إمام مسجد بحي “ملح” بالعاصمة نواكشوط لعملية احتيال وتخدير محكمة، يوم الجمعة الماضي، قبيل أدائه لصلاة الجمعة، انتهت بنقله إلى المستشفى في وضعية صحية وُصفت بغير المستقرة.
وبحسب رواية الإمام، فإن رجلًا بدا عليه الوقار زاره في منزله قبل الصلاة بدقائق، وقدّم نفسه على أنه موظف بوزارة الشؤون الإسلامية، مكلف بإبلاغه بضرورة الحضور الفوري إلى الوزارة من أجل تسجيل المسجد ضمن برنامج معونات مالية موجهة للمساجد والمحاظر.
ويقول الإمام إنه اعتذر في البداية لضيق الوقت واقتراب موعد الخطبة، غير أن الزائر أصرّ على أن المهمة طارئة وأن اللجنة التي أرسلته ستنهي عملها قبل صلاة الجمعة، ما استدعى مرافقته فورًا على أن يعود قبل الصلاة.
وخلال خروجهما من المنزل، أخبره الرجل بوجود “رسوم تسجيل” قدرها 60 ألف أوقية قديمة، ولما أوضح الإمام أن ما بحوزته لا يتجاوز 20 ألفًا، طالبه بإكمال المبلغ بسرعة. وبالفعل، سحب الإمام 40 ألف أوقية قديمة من إحدى الوكالات القريبة عبر تطبيق مالي، وسلّم المبلغ كاملًا للرجل.
وبعد لحظات، توقفت لهما سيارة، وأخبره الزائر أن السائق موظف آخر ضمن اللجنة نفسها، وأنهما سيتوجهان مباشرة إلى الوزارة. في البداية جلس الإمام في المقعد الخلفي، غير أن الرجلين طلبا منه بعد مسافة قصيرة الانتقال إلى المقعد الأمامي “احترامًا لمكانته”.
ويضيف الإمام أن آخر ما يتذكره هو تشغيل المكيّف داخل السيارة، قبل أن يفقد وعيه، مرجحًا أن يكون قد تعرض لمادة مخدرة نُثرت داخل المركبة.
ليفيق لاحقًا في مكان قصي بمقاطعة دار النعيم، وهو في حالة إعياء شديد. وبعد أن استقل سيارة أجرة للعودة، فقد الوعي مجددًا داخلها، قبل أن يوقظه السائق بعنف بعدما لاحظ تجاوزه لطريق منزله.
ونزل الإمام من سيارة الأجرة، وكان لحسن الحظ قريبًا من منزل يعرفه. ولاحظ سكان المنزل أنه يستفيق قليلًا ثم يدخل في إغفاءة مفاجئة، فسارعوا بنقله إلى مستشفى الشيخ زايد، حيث تم حجزه لساعات لتلقي الإسعافات اللازمة.
وحتى لحظة إعداد هذا الخبر، ما تزال الوضعية الصحية للإمام غير مستقرة، وسط دعوات من أسرته ومعارفه للدعاء له بالشفاء، ومطالب بفتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الحادثة وتعقب الجناة.
وتعيد هذه الواقعة إلى الواجهة التحذيرات من أساليب الاحتيال التي تستهدف المواطنين، خصوصًا باستغلال الثقة والزي الديني أو الصفة الوظيفية، ما يستدعي مزيدًا من اليقظة والتبليغ الفوري عن أي حالات مشتبه بها.

زر الذهاب إلى الأعلى