إنصاف المعلمين خطوة تستحق التثمين/ محمد الراظي بن صدفن

ما من شك أن التعليم ينظر إليه في وقتنا الحاضر بإعتباره هو العامل الحاسم للنهوض بالمجتمع وسبب الإنبعاث الحضاري والضمانة الأكيدة للخروج من دائرة التخلف إلى تحقيق التقدم والإزدهار والتفوق المنشود.

وقد أثبتت التجارب أن تحديات العصر اليوم المتمثلة، في البطالة والجريمة والفقر والتطرف والتعصب والإرهاب… وغيرها لا يمكن مواجهتها إلا بالتركيز علي التعليم.

كما أن الدول التي أحرزت تقدمًا ملموسًا في مجال التنمية هي تلك التي تنفق أكثر من 10 بالمائة من ناتجها المحلي علي التعليم والبحث العلمي ، وتجعل من طبقة المعلمين ، الطبقة الأولي في المجتمع ، خصوصًا في ظل المراهنة علي ما يسمي” إقتصاد المعرفة”.

لقد عرفت المنظومة التربوية الموريتانية خلال العقود الماضية إختلالات هيكلية عميقة أتسمت بضعف واضح في مخرجاتها التعليمية وخاصة في المجالات العلمية و البحثية وعدم تلبيتها لمتطلبات سوق العمل والتنمية المستدامة.

كما تشكو هذه المنظومة من نقص حاد في الكوادر البشرية المدربة والمؤهلة مع تواضع مخصصات العاملين بالقطاع التربوي الوطني.

وإزاء هذا الوضع ، فقد أحتل إصلاح نظامنا التعليمي حيزًا كبيرًا ضمن إهتمامات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ومشروعه المجتمعي.

حيث يري أن التركيز علي التعليم هو عماد التنمية والسبيل الوحيد للإرتقاء الإقتصادي و الإجتماعي وضمانة لتحصين الفرد والمجتمع من آفة الجهل والفقر.

و لا شك أن الإجراءات الجديدة التي أعلن عنها فخامته في خطابه الأخير بمناسبة الذكري الثانية و الستين لعيد الإستقلال الوطني والمتمثلة في زيادة رواتب جميع الموظفين والوكلاء العقدويين للدولة المدنيين والعسكريين، ودفع المكافآت للمعلمين والآساتذة وطواقم التأطير العاملين في المدارس الأساسية والمؤسسات الثانوية ورفع الحد الأدني للأجور بنسبة50 بالمائة وزيادة الإعانات العائلية المدفوعة من قبل الضمان الإجتماعي بنسبة66 بالمائة يبرهن مرة أخري علي تمسك الرجل بسياسة العدل و الإنصاف التي تطال الجميع وتستهدف هذه المرة بشكل لافت تحسين الظروف المعيشية للمعلمين ودعم قدرتهم علي الصمود، وهي بادرة طيبة تحسب للرئيس وتستحق كل التثمين والتنويه.

” و قل أعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون”

 

زر الذهاب إلى الأعلى