مفاوضات جنيف.. تقدم ملموس وسط غياب الجيش السوداني وتحديات تنفيذ إعلان جدة

قراءة تحليلية للمفاوضات الجارية في جنيف بشأن السودان
بدأت مفاوضات جنيف يوم الأربعاء الماضي، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة في السودان منذ قرابة 16 شهراً.
المفاوضات تتناول تنفيذ “إعلان جدة” الذي كان قد أبرم في مايو من العام الماضي، وقد لاقت هذه المفاوضات اهتماماً دولياً كبيراً، رغم غياب الجيش السوداني عن الجلسات الافتتاحية.
**تطورات اليوم الأول:**
وفقاً للمبعوث الأميركي الخاص بالسودان توم بيرييلو، فقد أسفر اليوم الأول من المحادثات عن “أفكار ملموسة” تتعلق بتنفيذ التزامات إعلان جدة، هذا التطور جاء بعد اجتماعات ضمت مجموعات صغيرة من الخبراء الفنيين.
ورغم هذا التقدم، فإن غياب الجيش السوداني عن هذه الجلسات يظل قضية محورية.
**غياب الجيش السوداني:**
شهدت الجلسة الافتتاحية غياباً لافتاً للجيش السوداني، بينما حضر وفد قوات الدعم السريع.
هذا الغياب يعكس توترات داخلية ويثير تساؤلات حول فعالية المفاوضات في ظل عدم مشاركة أحد الأطراف الرئيسية، حيث عبر رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان عن تحفظات بشأن اختيار المراقبين وضرورة التزام مخرجات إعلان جدة.
**موقف الأطراف:**
الحكومة السودانية أبدت تمسكاً بمخرجات إعلان جدة، وأكدت استعدادها للحوار بناءً على هذه المخرجات، في المقابل، برز قلق لدى الجيش السوداني بشأن ضعف الاستعدادات قبل الاجتماع، مما يعكس التوترات والاختلافات بين الأطراف.
**التحديات والآفاق المستقبلية:**
في حال فشل هذه الجهود، فإن الصراع قد يتفاقم أكثر، مما قد يؤدي إلى زيادة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها السودان.
النزاع الحالي تسبب في أزمة إنسانية كبيرة، حيث فرّ حوالي 10 ملايين شخص من ديارهم وخلقت ظروف شبيهة بالمجاعة في بعض المناطق.
**مفرضات جنيف.. فرصة جديدة:**
المفاوضات الجارية في جنيف تمثل فرصة مهمة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة السودانية، ولكن التحديات الماثلة، بما في ذلك غياب الجيش السوداني وتباين مواقف الأطراف، قد تعيق تحقيق تقدم ملموس.