الإعلان المشترك المتوج لزيادة رئيس الحكومة الإسبانية لموريتانيا
استقبل رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، يوم 27 أغسطس 2024، رئيس حكومة مملكة إسبانيا، بيدرو سانشيز، في نواكشوط.
خلال الزيارة، أكد الرئيسان على عمق العلاقات التاريخية والثقافية بين موريتانيا وإسبانيا، وأعربا عن التزامهما بنظام دولي أكثر عدلاً وتعددية. أكدا دعمهما لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك سيادة الدول وسلامتها الإقليمية وحماية حقوق الإنسان، كأسس للتعايش السلمي بين الشعوب.
كما أبرز رئيس الحكومة الإسبانية الدور البارز لموريتانيا على الساحة الدولية، وخاصة في ظل رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، مما يمنحها دوراً متميزاً في المحافل الدولية مثل مجموعة العشرين. وأكد الطرفان على ضرورة الالتزام المشترك تجاه منطقة الساحل، مشيرين إلى أهمية اجتماع المبعوثين الخاصين لمنطقة الساحل الذي عقد في نواكشوط في عام 2023.
وأشار الرئيس غزواني إلى دور إسبانيا الرئيسي في الاتحاد الأوروبي ومجموعة العشرين والأمم المتحدة، مبرزاً قيادتها في دفع السياسة الأوروبية في منطقة البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الساحل. ورحب بدورها كحلقة وصل مع الاتحاد الأوروبي، خصوصاً من خلال الزيارة المشتركة لرئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى موريتانيا في فبراير 2024.
رحب البلدان بالدعم الذي قدمه الاتحاد الأوروبي إلى موريتانيا في فبراير 2024، حيث أعلن الاتحاد عن تعبئة 210 ملايين يورو إضافية لموريتانيا في عام 2024. وأكدت إسبانيا استمرارها في العمل مع الاتحاد الأوروبي لضمان تهيئة هذه الأموال بناءً على أولويات موريتانيا.
كما أكدت موريتانيا وإسبانيا على أهمية المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية المقرر عقده في إشبيلية في عام 2025، وحثتا على اعتماد إصلاحات لزيادة تمويل التنمية المستدامة وتسريع تنفيذ خطة عام 2030. في مواجهة حالة الطوارئ المناخية، شدد البلدان على ضرورة تسريع تدابير التخفيف والتكيف، وتكثيف الجهود العالمية لتيسير حصول البلدان النامية على التمويل والتكنولوجيا اللازمة لمكافحة تغير المناخ.
وتوافق البلدان على العمل بشكل بناء من أجل نجاح مؤتمر الأطراف COP29 في باكو، الذي يتوقع أن يحقق نتائج ملموسة، بما في ذلك اعتماد هدف كمي جماعي جديد والتقدم في التخفيف. وأكد البلدان عزيمتهما على تنفيذ صندوق للخسائر والأضرار وتعزيز التعاون لمكافحة التصحر والجفاف، مع الترحيب بالتقدم الذي أحرزه التحالف الدولي لمقاومة الجفاف الذي أطلقته إسبانيا والسنغال.
على الصعيد الثنائي، أشاد الطرفان بالعلاقات الممتازة وقرروا تعزيز التعاون من خلال معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون، التي ترفع هذه العلاقات إلى مستوى سياسي عالٍ. كما رحبا بإنشاء آليات تعاون جديدة في مجالات الصحة والهجرة والأمن، وأعلنا عن عقد الاجتماع الرفيع المستوى الأول بين موريتانيا وإسبانيا في عام 2025.
وأكدت موريتانيا وإسبانيا التزامهما بتعزيز التعاون لمواجهة التهديدات الأمنية المشتركة، بما في ذلك الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة. ورحبا باعتماد إعلان لتعزيز التعاون في مكافحة الشبكات الإجرامية الدولية.
كما أشار الرئيس سانشيز إلى التقدم الإيجابي في موريتانيا، خاصة في تعزيز الديمقراطية والاستقرار منذ الانتخابات الرئاسية لعام 2019. وفي مجال الدفاع، رحب البلدان بموافقة حلف شمال الأطلسي على خطة عمل الحلف من أجل الجنوب، والتي ستعزز العلاقات بين وزارتي الدفاع.
اقتصادياً، رحبت الدولتان بعلاقاتهما التجارية الجيدة وقررتا تعزيزها من خلال توقيع اتفاقيات اقتصادية جديدة، بما في ذلك إنشاء منتدى الأعمال الثنائي الموريتاني الإسباني. واتفقا على استخدام الغلاف المالي الذي أعلن عنه خلال زيارة سانشيز في فبراير 2024، والذي يبلغ 200 مليون يورو، لتمويل مشاريع في قطاعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والمياه والصرف الصحي في موريتانيا.
وأقر البلدان بأهمية التعاون الثقافي في تعزيز الروابط الإنسانية بين شعبيهما، ورحبت إسبانيا باهتمام موريتانيا بتعليم اللغة الإسبانية، وأعلنت عن افتتاح فرع لمعهد سيرفانتس في نواكشوط في استجابة لطلب السلطات الموريتانية.
وأكد الرئيسان على أهمية التعاون الإنمائي كجزء من علاقاتهما الثنائية، وأشارا إلى إطار الشراكة القطرية الجديد الذي يحدد الأولويات المشتركة. كما أكدا التزامهما بتعزيز الهجرة الآمنة والمنتظمة، ووافقتا على توقيع مذكرة تفاهم لتنظيم تدفقات الهجرة، بما في ذلك برامج الهجرة الدائرية التي تركز على الشباب والنساء.
وأخيرا، أبرزت الزيارة التزام الطرفين بالعمل معاً لتعزيز الأمن والشؤون الداخلية، وتطوير التعاون في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك تنفيذ الاتفاقيات السابقة.