أمطار غزيرة في الصحراء الكبرى ونزوح في منطقة الساحل.. ظاهرة نادرة تتسبب في تقلبات جوية كبيرة
في ظل الفيضانات الواسعة التي تجتاح منطقة الساحل الأفريقية وتؤدي إلى نزوح الآلاف من منازلهم، يتوقع خبراء الأرصاد الجوية هطول أمطار غزيرة في بعض من أكثر المناطق جفافًا على وجه الأرض، مثل الصحراء الكبرى.
تعود هذه الظاهرة النادرة إلى تغييرات في موقع منطقة التقاء الرياح المدارية (ITCZ)، والتي تشهد تحركًا غير معتاد شمالاً. هذه المنطقة، التي تعرف بتشكلها عبر وسط أفريقيا حيث تلتقي الرياح التجارية من نصفي الكرة الأرضية، تجلب الآن الطقس العاصف والأمطار إلى مناطق غير معتادة عليها.
وفقًا لتقارير الأرصاد الجوية، قد تشهد دول مثل تشاد وليبيا والنيجر والجزائر سيولًا مفاجئة نتيجة لهذه الظاهرة. الصحيفة الأمريكية “واشنطن بوست” تشير إلى أن الأمطار المتفرقة والعواصف الرعدية قد تضرب مالي، النيجر، وتشاد، بينما قد تستقبل المناطق الشمالية في هذه البلدان، التي لا تتجاوز معدلات الأمطار فيها 2 إلى 6 بوصات سنويًا، نفس الكمية من الأمطار خلال الأيام العشرة المقبلة.
موريتانيا وجنوب الجزائر وليبيا قد تشهد أيضًا بعض الزخات المطرية. هذا التغير في الأنماط الجوية يرتبط بتغير أوسع في الأنظمة الجوية العالمية، ويعتقد أن له علاقة بظاهرة تُعرف بتذبذب مادن-جوليان، وهي دورة من النشاط الجوي تتحرك شرقًا حول الكرة الأرضية. ومع ذلك، لا يزال السبب الدقيق وراء تحرك منطقة التقاء الرياح المدارية شمالاً غير واضح تمامًا.
من اللافت أن هذا التغير الجوي يؤثر مباشرة على نشاط الأعاصير في المحيط الأطلسي، حيث تُنتج منطقة التقاء الرياح المدارية ما يُعرف بالموجات الاستوائية، التي تمثل البذور الأولى للأعاصير. ولكن هذه الموجات تتجه حاليًا نحو الشمال، مما يؤدي إلى تفككها بالقرب من المغرب والصحراء الغربية بدلاً من المناطق المعتادة مثل السنغال وغامبيا، بسبب تعرضها لهواء بارد ورمال الصحارى والمياه الدافئة بشكل غير كافٍ، مما يعوق تكوين الأعاصير.
من المتوقع أن يستمر هذا النمط الجوي لبضعة أسابيع أخرى، مما يعني أن الصحراء الكبرى ستشهد أمطارًا محلية، بينما تظل المناطق التقليدية لنشوء الأعاصير هادئة نسبيًا.