رضيعة خلف القضبان.. أصغر سجينة في تاريخ السنغال تهزّ الضمير الإنساني

شهدت السنغال عام 2023 واحدة من أكثر القضايا صدمةً في تاريخها الحديث، بعدما دخلت الطفلة الرضيعة آوا كولي سجلّ البلاد بوصفها أصغر سجينة في تاريخ السنغال، في واقعة إنسانية أثارت موجة استنكار واسعة داخل البلاد وخارجها.
وخلال فترة حكم النظام السابق برئاسة ماكي سال، تعرّضت عائلة كولي للملاحقة على خلفية مواقفها السياسية الداعمة للمعارض آنذاك عثمان سونكو. وفي سياق تلك الحملة، أوقفت الشرطة السيدة أراما جِبّا، وهي أم لطفلة لم يتجاوز عمرها خمسة أشهر، لتدخل الرضيعة السجن رفقة والدتها، دون أي ذنب سوى أنها وُلدت في مناخ سياسي محتقن.
وقضت الطفلة ستة أشهر كاملة داخل أسوار السجن، محرومة من أبسط حقوق الطفولة، في مشهد وُصف بالصادم والمخزي، واعتُبر انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وحقوق الطفل، ما فجّر موجة غضب واستنكار لدى منظمات حقوقية ورأي عام وطني ودولي.
وفي فبراير 2024، وبموجب قانون العفو، أُفرج عن الأم وابنتها، لتنتهي معاناة جسدية قصيرة في الزمن، لكنها تركت جرحًا عميقًا في الذاكرة الجماعية للسنغاليين.
ودخل اسم آوا كولي التاريخ لا كعنوان فخر، بل كرمز مؤلم لمرحلة سوداء، وتجسيد حيّ لكيف يمكن للصراعات السياسية أن تطال الأبرياء، لتبقى قصتها شاهدًا صارخًا على ضرورة حماية الطفولة، وضمان ألا تتكرر مثل هذه المآسي في السنغال أو في أي مكان من العالم.